جنوبي الله يغفر ذنوبي عضو جديد
عدد المساهمات : 24 النقاط : 53
| موضوع: وخالق الناس بخلق حسن الإثنين أغسطس 29, 2011 5:19 pm | |
| وخالق الناس بخلق حسن
للأخلاق صلة وثيقة بالإيمان والعقيدة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا , أحسنهم خلقا " صحيح الجامع للألباني . قال أبن القيم يرحمه الله : (الدين كله خُلق، فمن زاد عليك في الخُلقِ زاد عليك في الدين).
و يقول صاحب رسالة جميلة بعنوان "صلة الأخلاق بالعقيدة والإيمان" : (إن المتمعن في أحوال الناس يجد كثيرا من المسلمين يغفل عن الاهتمام والاحتساب في هذا الجانب، وقد يجهل الصلة الوثيقة بين محاسن الأخلاق وقضية الإيمان والعقيدة، فبينما تجد الشخص يظن أنه قد حقق التوحيد ومحض الإيمان تراه منطويا على ركام من مساوئ الأخلاق والنقائص التي تخل بإيمانه الواجب أو تحرمه من الكمال المستحب، كالكبر والحسد وسوء الظن والكذب والفحش والأثرة وغير ذلك، وقد يكون مع ذلك جاهلا بضرر هذه الأمور على عقيدته وإيمانه أو غافلا عن شمولية هذا الدين لجميع مناحي الحياة، كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162) إن تحقيق التوحيد وتكميل الإيمان ليس باجتناب الشرك الأكبر فحسب بل باجتناب كل ما ينافي العقيدة وكل ما يخل أو يقدح في كمال التوحيد والإيمان) اهـ . إذا فليست العقيدة متون تردد، ونصوصا تحفظ بل لا بد أن تتحول إلى واقع عملي في الحياة، والتعامل بين الناس , فالخلق الحسن من خصال التقوى والتي لا تتم التقوى إلا به . قال تعالى : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران : 133-134
وحثنا عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما قال عليه الصلاة والسلام : ( أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )رواه الترميذي . وقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتخلق بالخلق الحسن وذلك بإظهار عظيم أجره وثوابه : - فقد رغب في حسن الخلق بان بين بأن صاحب الخلق الحسن من احب الناس إليه يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا , فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا). حسنّه الترمذي. - كما أخبر بأنه أكثر ما يدخل الجنة عندما سئل عن أكثر شيء يدخل الجنة فقال عليه الصلاة والسلام : (فأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق) صححه الترمذي وقال غريب. - كما أخبر عليه الصلاة والسلام أنه من أكثر الاعمال تثقيلا للميزان فقال عليه الصلاة والسلام : ( وما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن) -كما أخبرنا أن العبد ليدرك به درجات العباد المخبتين لربهم فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم ) رواه أبو داود . وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من حسن خلقه كان من أحب عباد الله لله سبحانه وتعالى فقد قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه : يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : أحسنهم خلقا " كما أخبرنا بأنه خير ما اعطي الإنسان , فقد سئل صلى الله عليه وسلم " ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : خلق حسن ". كما أخبر أنه هو البر فقال " البر حسن الخلق " أخرجه مسلم والبخاري
تفسير حسن الخلق : وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان قال الحسن : حسن الخلق الكرم والبذل والاحتمال . وقال ابن المبارك : هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى . وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : حسن الخلق ألا تغضب ولا تحقد . وقال بعضهم حسن الخلق كظم الغيظ لله , وإظهار الطلاقة والبشر إلا لمبتدع أو للفاجر , والعفو عن الزالين إلا تأديبا وإقامة لحد , وكف الأذى عن كل مسلم ومعاهد , إلا تغير منكر و أخذ بمظلمة لمظلوم من غير تعد . ويقول الإمام ابن عيينه : ) والبشاشة مصيدة المودة ، والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين (
كيف يحسن العبد خلقه : يكون ذلك باتباع إمام المرسلين لأنه خير من حقق هذا المقام فقد قال الله عز وجل عنه : ( وأنك لعلى خلق عظيم ) القلم : 4 . فهو القدوة في هذا الجانب قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) الأحزاب :21. فعلى المسلم أن يدرس سيرته في كل جوانب حياته ليعلم كيف كان تأدبه مع ربه ومع الناس ومع أهله وأصحابه وغير المسلمين. ومما يعين على حسن الخلق مجالسة أهلها الأتقياء لأن الإنسان يتأثر بمن يجالسه ويخالطه . وأيضا عليه أن يذكر نفسه بعظيم ثواب وأجر هذه الخصلة التي قل من يحوزها وتمرين النفس عليه فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم وأستعن بالله وأكثر الدعاء والتضرع إليه.
من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم : (أن كما أحسنت خلَقي فأحسن خُلقي) كما كان صلى الله عليه وسلم يقول، كما عند أحمد وصححه الألباني. وقل (اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء) كما في الترمذي وهو صحيح. وقل أيضا بل وردد في كل وقت (اللهم أهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وأصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت) كما في صحيح مسلم. وعلى المسلم أن يعي أن حسن الخلق هي أقصر طريق لكسب القلوب وهو أهون الطرق وأسهلها على من يسره له الله فقد قال الصادق المصدوق : ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم . تنبيــــــــــــــــــــــه: والأمر بشيء دليل على النهي بالإتيان بضده فسوء الخلق خصلة قبيحة ينبغي الابتعاد عنها وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربه ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ، ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء الله أن يمضه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل " . بل وأننا مأمورون بالانتهاء عن سوء الخلق وأن نبذل في ذلك ما نستطيع ومالا نستيطع فيجب على الإنسان أن يبذل في تغير سوء طبعه وخصاله أكثر مما يبذله لتحسين خلقه , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم , ما نهيتكم عنه فاجتنبوه , وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتوا ) رواه البخاري ومسلم . هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . المراجع : طريقنا للقلوب للشيخ إبراهيم الدويش . كتاب قواعد و فوائد من الأربعين النووية لناظم سلطان . | |
|